للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعم. وإذا كان المعنى أعم واللفظ لا يُنافيه فالاختيار أن تأخذ بالأعم؛ لأن الأعم يشمل الأخص، ولا عكس.

وقولهم: {سَبِيلٌ} السبيل في الأصل الطريق، والمراد به هنا اللوم، أي ليس علينا سبيل في اللوم أو سبيل إلى اللوم أي أننا لا نُلام ولا نذم ولا نأثم فيما يتعلق بالأميين.

هذا القول الذي يقولونه ليسوا ينسبونه لأنفسهم، وأنهم هم الذين أباحوا لأنفسهم الاعتداء على الأميين، وإنما يجعلون هذا شرعًا من عند الله، يقولون: إن الله أباح لنا ذلك ولم يجعل علينا سبيلًا فيما يتعلق بالأميين.

ولهذا قال الله عزّ وجل: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

أي: أنهم يكذبون على الله، ويفترون على الله، ويدَّعون هذا شرعًا من الله، وهم يعلمون أن الله حرم عليهم أكل أموال الناس بالباطل ودماء الناس وأعراضهم، يعلمون هذا لكنهم يكذبون على الله.

{وَيَقُولُونَ} هنا مضمَّنَةٌ معنى يفترون .. فـ (يقولون) أي: يفترون على الله الكذب. والتضمين مختلف فيه، هل تضمِّن الفعل معنى يناسب المعمول، أو أننا نجعل التضمين في الحرف. والقول الراجح أننا نُضمِّن، الفعل معنى يناسب الحرف. ومن أبرز الأمثلة على ذلك قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: ٦].

{يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} الباء بمعنى (مِن): أي يشرب منها. وعلى هذا القول تكون يشرب على ظاهرها من الشرب. وبعضهم قال: بل إن يشرب بمعنى يروَى، وعلى هذا فالباء للسببية وليست

<<  <  ج: ص:  >  >>