للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - أن من افترى على الله الكذب وهو يعلم، أشد إثمًا وعدوانًا ممن لا يعلم، وإن كان كلٌ منهم على خطأ، لكن ليس المتعمِّد كغير المتعمد. لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب علي متعمِّدًا فليتبوأ مقعده من النار" (١).

٨ - الإشارة إلى أن الجهل المركب أقبح من الجهل البسيط؛ لأن الذي يكذب وهو يعلم أقبح من الذي يكذب ولا يعلم. فالجاهل المركب الذي يتقدم بالشيء وهو يعلم أنه ليس عنده علم، أقبح من الشخص الذي يرى أن هذا هو العلم.

٩ - الثناء على الموفين بالعهد؛ لقوله: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.

١٠ - أن الوفاء بالعهد من أسباب محبة الله؛ لقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.

١١ - أن تقوى الله عمومًا سببٌ لمحبته.

١٢ - الرد على الأشاعرة وغيرهم من أهل التعطيل الذين أنكروا محبة الله وقالوا: (إنه لا يجوز أن تثبت أن الله (يُحب) قالوا: إذا أثبتَّ أن الله يحب فقد وصفته بالنقص والعيب؛ لأن هذا من خصائص المحدثات، ولأن المحبة لا تكون إلا بين شيئين متناسبين.

وقالوا: (ليس المراد بإثبات المحبة نفس المحبة، بل المراد بذلك لازِمُها وهو الإثابة، فمعنى (يحب المتقين) يعني يثيب المتقين أما أن يكون يحبهم فكلا.


(١) رواه البخاري، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم (١١٠). ورواه مسلم، في المقدمة، باب تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>