للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - عموم ملك الله وسلطانه. ويؤخذ من قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}، وهذا تمام السلطان والملك أن كل من في السموات والأرض فهو مستسلم لله، طائعًا كان أم مكرهًا.

ولذلك لا أحد يمكنه أن يشذ أو يقاوم قدر الله. لو جاء أعتى خلق الله يريد أن يقاوم ما أراد الله تعالى قدرًا لا يمكنه ذلك أبدًا. فرعون جبار عنيد أغرق بما كان يفتخر به: {قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف: ٥١] أُهلك بالماء الذي كان يفتخر به. وعادٌ استكبروا في الأرض وقالوا: من أشد منا قوة، فأهلكوا بالريح، هواء سخره الله عليهم حتى دمرهم، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم. هذا تمام القوة والقدرة. وضعفاء الإيمان اليوم إذا قيل لهم: ارجعوا إلى دينكم، تُنصَروا على أعدائكم، قالوا: كيف ونحن لا نعرف أن نصنع الإبرة، كيف نقاوم أهل الصواريخ، والمدافع، وأهل القنابل الموجهة؟ ! لم يعلموا أن الأمر بيد الله عزّ وجل، وأنه سبحانه وتعالى إذا شاء أطبق عليهم الأرض تطبيقًا وخسف بهم إلى السابعة بكلمة واحدة. لو صدقنا الله لصدقنا الله، ولكننا في الحقيقة ضيعنا أمر الله، فلما نسينا الله نسينا الله عزّ وجل وتركنا.

سمعت أنا قبل سنوات أن الله أرسل على واشنطن، عاصمة أمريكا، أرسل عليها صواعق من هذا الغمام الذي هو مثل القطن، صواعق دمرتها تقريبًا، حتى قطعت أسلاك الكهرباء، وسكتت المكائن، وصارت هذه العاصمة التي هي من أكبر عواصم الدنيا صارت دامسة، وحصل سطو ونهب عظيم على

<<  <  ج: ص:  >  >>