للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفنادق ومحلات التجارة، وهذه الصواعق من أدنى شيء. الزلزال يضرب الأرض، وفي لحظة واحدة يدمر مئات المدن والقرى. قد حصل هذا الزلزال بكلمة واحدة (كن) انقلب أعلى الأرض أسفلها، وتغيرت معالم الأرض كلها.

فنحن إذا صدقنا الله صدقنا الله. يذكر أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، وهو يطارد الفرس من مدينة إلى مدينة، حتى وصل إلى دجلة، فانتقل الفرس إلى المدائن من وراء دجلة من الشرق، وأغرقوا السفن، وكسروا الجسور، من أجل أن لا يعبر إليهم المسلمون. وقف سعد ليس معه إلا الإبل والخيول والراجلة، لا يستطيع أن يجاوز مكانه، فنادى سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وقال له: يا سلمان، أعطنا من تصميمك للحرب؛ لأنه هو الذي أشار على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق. قال: والله يا سعد لا حيلة إلا ما كان من تقوى الله، ولكن دعني أنظر في القوم -يعني الجند- إن كانوا على تقوى من الله، فإن الذي فلق البحر لموسى سييسر لنا العبور على هذا البحر؛ لأن هذه الأمة خير من أمة موسى -الله أكبر، إنه الإيمان-.

فذهب سلمان فنظر في الجند فوجدهم في الليل يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، وفي النهار في شأن الحرب، وما يصلح الحرب. فرجع إليه بعد ثلاث وقال: هم على خير ما يرام، ولكن استعن بالله واعبر، فنادى سعد بن أبي وقاص في القوم وقال: إنا عابرون إن شاء الله، ولكن سأقف، وأقول: باسم الله، وأكبر الله ثلاثًا، فإذا كبرت الثالثة فاعبروا. ففعل فقال: بسم الله، ثم كبر، ولما كبر الثالثة عبر الناس يمشون على الماء، والنهر يسير ويقذف بزبده، وليس مثل البحر واقفًا، ولكنه يجري، يقول أهل التاريخ:

<<  <  ج: ص:  >  >>