للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصرهم حتى عبروا النهر بخيلهم ورجلهم إلا الله عزّ وجل. لماذا لا نؤمن بهذا؟ والله إننا ضعفاء الإيمان. أليس الرب عزّ وجل وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين يقول: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: ٤٠، ٤١] تأكيدات لفظية ومعنوية في الآيتين من الله عزّ وجل، توجب علينا الأخذ بما جاء في هذه الآية الكريمة.

بأي شيء ننصر الله؟ لأن الله شرط: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: ٤٠].

نرى الآن النكبات تأتي على المسلمين متنوعة وما رأينا أحدًا إلا القليل النادر يقول: يا جماعة، ارجعوا إلى دينكم، البلاء منكم. من الذي يتكلم ويقول: إن الخطأ خطؤنا، والظلم ظلمنا، فلنرجع إلى ربنا، حتى لا يسلط علينا هؤلاء الظالمين؛ لأن الله يقول: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: ١٢٩]، تأتي النكبات وكأنها حوادث مادية، لا علاقة لها بالدين مع أننا مسلمون. هذه الحوادث ما تكون إلا بفعلنا. الكافر ربما يعطى في الدنيا ما يريد لأنهُ عجلت له طيباته في الحياة الدنيا، ينعم في الدنيا أكثر مما ينعم المسلم، حتى إذا انتقل إلى الآخرة صار العذاب عليه أشد؛ لأنه ينتقل من نعيم إلى عذاب. فيفقد هذا الذي يدركه في الدنيا فيكون عليه أشد وأعظم. لهذا وصيتي للمخلصين في مثل هذه الظروف أن يدعُوا الناس ويقولوا: ليس ما أصابنا هو حدث مادي أو خلاف من أجل المال أو الاقتصاد أو الحدود أو الأرض أو ما أشبه ذلك، وإنما هو قدر

<<  <  ج: ص:  >  >>