فتفجَّر اثنتا عشرة عينًا، كل عين لسبطٍ من أسباط بني إسرائيل حتى لا يقع النزاع بينهم والمزاحمة والمشاقة. هذه من الآيات التي أوتيها موسى.
أما عيسى فأوتي أيضًا وحيًا، وآيات؛ الوحي: الإنجيل الذي كان متمِّمًا للتوراة مبنيًا عليها. وآياتٌ حسيَّة منها: أنه يُبرئ الأكمه والأبرص، وُيحيي الموتى، ويُخرجهم من القبور، ويخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه فيكون طيرًا يطير.
قال تعالى:{فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا}[آل عمران: ٤٩]، وفي قراءة "طائرًا" .. والفائدة من القراءتين أنه يكون طيرًا ويطير، وقد يكون الشيء على هيئة طير ولكن ما يطير، وقد يطير وليس بطير، كالطائرة -مثلًا- لكن هذا يكون طيرًا يطير، يخلق بإذن الله شيئًا على صورة الطير، والتصوير هنا جائز؛ لأنه بأمر الله، والأصل في الطاعة أمر الله. أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا، فكان سجودهم طاعةً لله، وأمر إبراهيم أن يقتل ابنه فامتثل، فكان امتثاله لهذا الأمر طاعة، المهم من الطاعة طاعة الله إذا أمر بأي شيء، فامتثال هذا الأمر طاعة وإن كان في آنٍ آخر يكون شركًا -مثلًا- أو كبيرة من كبائر الإثم.
{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ}[آل عمران: ٤٩] الأكمه: الذي خُلق بلا عينٍ، ممسوح العين، يُبرئه.
{وَأُحْيِ الْمَوْتَى}[آل عمران: ٤٩] يقف على الميت جثة فيُحييه؛ يقول له كلمة فيحيا.
أبلغ من هذا: يُخرج الموتى من القبور، يقف على القبر، ويُكلِّم صاحب القبر، ويقوم صاحب القبر حيًّا من القبر! ! هذه آية