من أعظم الآيات الدالة على كمال قدرة الله، وعلى إمكان البعث، كالبعث يوم القيامة يخرج الناس من قبورهم بزجرة واحدة {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: ١٣، ١٤]. هذه الزجرة بلا تريّث ولهذا قال:{فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}(إذا) فجائية، تدل على المفاجأة في الحال، قال تعالى فى سورة القمر كلمة عامة في كل مأموراته. {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر: ٥٠] .. (لمح البصر): يُضرب به المثل في السرعة. واحدة فقط، إذا أمر الله بالشيء أمرًا واحدًا .. "كن فيكون" كلمح البصر. سبحان الله. فإذن هذه الآيات التي أُعطيها عيسى فيها دليل على إمكان البعث.
لما جاء الجمع والنبيون دون التخصيص، جاء بالإيتاء دون الإنزال، من أجل أن يشمل الآيات التي قد يكون أُعطيها بعض النبيِّين فجاءت {وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ} عطفًا على {مُوسَى وَعِيسَى}، كما جاء ذلك في سورة البقرة:{وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ}[البقرة: ١٣٦]. {وَالنَّبِيُّونَ} المراد بهم هنا الرسل. وكل من وُصف بالنبوة في القرآن فإنه رسول، وكل من ذُكر في القرآن فإنه رسول؛ لقوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}[غافر: ٧٨]. إذن فكل من قصَّ الله علينا في القرآن فهو رسول، وإن كان لم يوصف في القرآن إلا بالنبوة، لكنه رسول بدليل هذه الآية.