للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى الندم أن يشعر الإنسان بالحسرة على ما فعل، لا أن يكون الفعل أو عدمه عنده سواءً.

الشرط الثالث: أن يقلع عن المعصية في الحال، فإن كانت لله، فإمَّا أن تكون ترك واجب أو فعل محرم، فإن كانت فعل محرم أقلع عنه، أي فارقه حتى لو كانت شربة الخمر في فمه، وجب عليه أن يمجَّه، وإن كانت للمخلوق فلابد أن يُعطيه حقه أو يتحلله منه إن كان ماليًا أو بدنيًا أو عرضًا علم صاحبه.

بدنيًا: مثل الضرب، ماليًّا: مثل أخذ المال أو جحد مال يجب عليه لشخص، عرضًا: مثل الغيبة.

هذه إن كان الذي جُنِيَ عليه قد علم بالغيبة، فلابد من استحلاله، وإن لم يعلم فلا حاجة إلى إخباره، ثم استحلاله؛ لأنه ربما إذا علم لا يُحِل، ولكن بدل أن دنَّس سمعته في مجلس من المجالس، يمدحه بما فيه في نفس ذلك المجلس؛ لأن الحسنات يُذهبن السيئات.

وإذا كان لله، إن كان فِعْلَ محرَّم فلابد أن يُقلع عنه، وإن كان ترك واجب وجب عليه أن يتلافاه إن كان يمكن تلافيه، وإن كان لا يمكن سقط.

مثال: رجل غصب أرضًا وجعل فيها زرعًا، وفي أثناء وجوده فيها تاب إلى الله، فمشيه داخلها مشي في معصية، وبقاؤه إن بقي معصية، فماذا يفعل؟

قال العلماء: إن مشيه خارجًا منها ليس بمعصية؛ لأنه خروج للتخلص من المعصية. والتخلص من الشيء لا يعطى حكم الشيء، ولهذا لو أن المُحرم تلطَّخ بطيب وأراد أن يغسله فلابد

<<  <  ج: ص:  >  >>