للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يُباشره، ومباشرته للطيب عند غسله جائزة؛ لأنه يريد أن يتخلص منه.

كذلك الاستنجاء، الإنسان إذا أراد أن يستنجي يُباشر النجاسة بيده، وهذه المباشَرة مباشرة جائزة؛ لأنها من أجل التخلص من هذه النجاسة وإزالتها.

وكذلك الذي تاب من الأرض المغصوبة وكان في وسط الأرض، ومشى، فنقول: هذا المشي طاعة؛ لأنك إنما مشيت من أجل التخلُّص.

الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود. فإن تاب وهو لم يعزم على عدم العود فإن توبته لا تصح، كرجل من عادته أن يسهر في شرب الخمر في أماكنها -والعياذ بالله-. وفي ليلة من الليالي صارت السماء ممطرة وجاء إلى المكان، فوجده مغلقًا فقال: "تبت"، لكن من نيته أنه إذا كانت القابلة صحوًا، وفتح المكان، فسيحضر ويشرب الخمر. هذا ليس بتائب، هذا أقرب أن تكون توبته سخرية.

ورجل أراد أن يتوب من الغيبة وهو مع أصحابه الذين يأكلون لحوم عباد الله -والعياذ بالله-، فقال أحدهم: "أستغفر الله وأتوب إليه، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" يا فلان ما تقول بفلان؟ فهذا توبته غير صحيحة لأنه لم يقلع، ولو أقلع في حال قوله: أستغفر الله وأتوب إليه، فهو لم يعزم على ألا يعود بدليل أنه من حين قال هذا الكلام قال: ما تقولون في فلان؟ هذا الرجل لم يتب توبة حقيقية؛ لأنه لم يعزم ألا يعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>