للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنك تائب إلى ربك، وراجع إليه، حتى إذا قدر أن الأجل أتاك بغتة، إذا أنت على أتم الاستعداد. نسأل الله أن يقينا من غفلة القلوب.

القلوب غافلة لا تحتسب لهذا الشيء حسابًا. والواجب أن الإنسان يحسب لهذا الشيء حسابه، يكون دائمًا على ذكر التوبة، ولهذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يستغفر الله أكثر من سبعين مرة، ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة (١).

أما العام فهو طلوع الشمس من مغربها؛ لأن الشمس هذه تدور بإذن الله منذ خلقها الله إلى أن يأذن الله بوقوفها. والعجيب أنها لا تتقدم ولا تتأخر. انظر إلى طلوعها مثلًا اليوم الثاني من برج السنبلة؛ تطلع في الساعة كذا، الدقيقة كذا، هذا اليوم نفسه من مئات السنين السابقة وهي تطلع عليه على هذا القدر من الساعات والدقائق، لو أحصيت منذ علم الناس التاريخ لوجدت أنها لم تختلف إلى يوم القيامة، وهي إذا غربت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى: "إذا غربت تسجد تحت العرش تعظيمًا لله عزّ وجل، وتستأذن هل تخرج وإلا ترجع، إما أن يؤذن لها وإما أن يقال: ارجعي من حيث جئت، فترجع من حيث جاءت وتخرج من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا كلهم" (٢) كلهم يؤمنون، لأنهم حينئذ يعلمون أن لها ربًّا مدبرًا سبحانه وتعالى وكانوا قبل ذلك يظن بعضهم أن هذا طبيعة تسير العالم على هذا النظام، ولكن كما قال الله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ


(١) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة، رقم (٦٣٠٧).
(٢) رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، رقم (٣١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>