للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون: إن الله سبحانه وتعالى -نفسه- فوق كل شيء، ليس الله فوق كل شيء في القدرة والسلطان والقهر فحسب، بل في هذا وفي نفسه فوق كل شيء.

وجه دلالتها على علو الله: أن التوراة من عند الله، والنازل يكون من أعلى إلى أسفل.

٥ - أنه ينبغي للإنسان أن يُقابل الخصم بشيء يقطع نزاعه بالكُلِّية، حيث قال: {فَاتْلُوهَا} ولم يقل (نتلوها)، قال: {فَاتْلُوهَا} أنتم بأنفسكم، حتى تُقيم الحجة على نفسك من نفسك، لو أنا أخذناها نحن وتلوناها ربما تقول: أسقطت آية، أو زدت آية، فإذا تلوتها أنت بنفسك انقطعت حجتك.

٦ - أنه ينبغي للإنسان أن يتحدَّى خصمه بما تَبينُ به الحجة على وجه لا مفر له منه؛ لقوله: {فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وهكذا ينبغي في المناظرة أن الإنسان لا يأتي بحجة واهية؛ لأنه إذا أتى بحجة واهية، ثم كسِّرت أمامه ضعفت عزيمته وبان خلله، وإذا أتى بحجة لا يمكن أن يلحقها نقص، صار هذا أقوى لعزيمته وأنكى لخصمه، أرأيت محاجة إبراهيم عليه السلام للذي حاجه في ربِّه، قال إبراهيم عليه السلام: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: ٢٥٨]، فقال المحاج الخصم: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: ٢٥٨]، لكن هل هذه دعوى أو منزلة على شيء معيَّن؟ فيها خلاف، بعضهم قال: إنها دعوى وهو كاذب، لكن فيها إيهام، وبعضهم قال؛ إنها منزَّلة على شيء معين، وأن قوله: {أَنَا أُحْيِي} يعني أُوتى بالرجل يستحق القتل، فأرفع القتل عنه فيكون في هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>