يُدخلون في حزبهم الفاسق حالق اللحية، شارب الدخان، المتهاون بالصلاة وما أشبه ذلك، وهذا خطأ، وفي المقابل الذي يريد من الناس أن يكونوا صلّاحًا في كل دقيق وجليل وإلا فليسوا إخوانًا لنا، وهذا أيضًا خطأ.
على كل حال:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[النحل: ١٢٥] فانظر للحكمة، أحيانا يكون الإنسان المدعو غضبان بسبب مؤثرات خارجية، فلا تتحمل نفسه أن يقبل منك حتى ولو كان كلامًا عاديًا، وأحيانًا يكون راضيًا ومنبسطًا تقدر أن تضرب له الأمثلة حتى يهديه الله، ولهذا يخطئ بعض الناس -مثلًا- إذا قابل شخصًا ولم يعامله المعاملة اللائقة به، نفر منه، فمثل هذه الأمور لا ينبغي للإنسان أن يحكم على الشخص بمجرد أنه دعاه مرة ونفر. انظر للوقت الذي تراه فيه متقبلًا وادعه إلى الحق.
فإن قيل: أيهما أولى، دعوة العاصين في هذه البلاد أو دعوة الكفار في الخارج؟
فالجواب: يقول الله عزّ وجل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٢١٤، ٢١٥] فالواجب أن تصلح الأحوال التي عندك، ثم بعد ذلك تحاول إصلاح الخارج، لكن إذا كان في الداخل من يقوم بالدعوة وأردت أن تخرج للدعوة في الخارج فلا مانع من ذلك.
الشرط الثاني: أن لا يتغير المنكر إلى ما هو أنكر منه؛ لأن النهي عن المنكر يراد به تقليل المنكر، فإذا كان يترتب عليه أن يقع المنهي عن المنكر في منكر أعظم؛ فإنه لا ينهى عنه، فلو فرضنا أن شخصًا يشرب الدخان. ولا شك أن شربه منكر لكن