حكم ما نفذه الرسول بما أرسل به حكم ما قاله المرسِل.
٣ - أن كتاب الله تعالى كله حق ليس فيه باطل، وإذا أخذنا هذه الكلمة على عمومها قلنا: جميع أحكامه حق، وجميع أخباره حق، وليس فيه تناقض ولا اختلاف, لأنه لو كان فيه تناقض أو اختلاف لكان أحد المتناقضين باطلًا، والقرآن ليس فيه شيء باطل بل كله حق.
٤ - إثبات رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال:{نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} فيكون المتلو عليه هذه الآيات قطعًا رسولًا لله رب العالمين.
٥ - إثبات إرادة الله تعالى؛ لقوله:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} فإن قال قائل: الآية هنا نفي {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ} فكيف تقول إنها دالة على إثبات؟ .
نقول: إن هذا النفي ليس مطلقًا بل هو نفي لإرادة شيء معين وهو الظلم، إذن فغير الظلم يريده.
٦ - أن الظلم ممكن في حق الله تعالى ولكنه لا يريده لكمال عدله، ووجهه أنه قال:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} ولم يقل: (لا يمكن أن يريد الله ظلمًا) على أنه لو قال: "لا يمكن" لم يدل على انتفاء الظلم لو أراده، وحينئذٍ يكون فيه رد على القائلين بأن الظلم في حق الله محال لذاته، وهم الجهمية حيث يقولون: إن الظلم في حق الله مستحيل لذاته لا لأنه غير مراد الله تعالى بل لذاته، وعلى قولهم يكون تمدح الله تعالى بنفي الظلم عنه لغوًا لا فائدة منه؛ لأن ما لم يمكن لا يصح أن يكون مدحًا أو أن يتمدح به من كان ممتنعًا عليه، فالظلم في حق الله ممكن عقلًا ولكنه ممتنع شرعًا وعدلًا. ولو شاء الله تعالى أن يعذب