للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آل فرعون: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] فلما آسفونا بمعنى أغضبونا، ومن المعلوم أن السبب غير المسبب، وأن فعل الشرط غير جواب الشرط، وهذا أكبر دليل على بطلان تفسيرهم الغضب بأنه الانتقام أو إرادة الانتقام.

٦ - أن الله ضرب على هؤلاء من أهل الكتاب المسكنة، وسبق أن المراد بها مسكنة القلب فقد يكونون كثيري المال لكن لا يزالون في شح وبخل وطلب للمال.

٧ - إثبات العلة أي أن أفعال الله تعالى معللة أي مقرونة بالحكمة، ودليل ذلك قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} وقد نفى الجبرية حكمة الله وتعليل أفعاله، وشبهتهم في هذا أنهم يقولون: إن العلة غرض يريده الفاعل، والله تعالى منزه عن الأغراض، ومن كلماتهم الدارجة يقولون: إن الله منزه عن الأغراض والأعراض والأبعاض، ثلاثة أشياء: الأغراض: يعني الحكمة، ولهذا ينكرون الأسباب كلها، الأسباب الشرعية والكونية. الأعراض: الصفات الفعلية كالمجيء والضحك وما أشبه ذلك. الأبعاض: الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين وما أشبه ذلك.

٨ - أن أفعال الله عزّ وجل وعقوباته لابد أن يكون لها حكمة؛ لأن هذا الغضب الذي باءوا به وضرب المسكنة والذلة بيَّن الله له حكمة وهي أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ويكفرون بآيات الله ويعصون الله.

٩ - أن الكفر بآيات الله سبب للعقوبات؛ لقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} وقد دلَّ على هذا عدة آيات من القرآن مثل قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً

<<  <  ج: ص:  >  >>