للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سياق النفي {لَنْ تُغْنِيَ}، قال الأصوليون: والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي شيء كان سواءً كان هذا الشيء شديدًا أم كان ضعيفًا.

قوله: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:

ففي الدنيا لا يغني عنهم مالهم ولا أولادهم، وفي الآخرة كذلك هم أصحاب النار هم فيها خالدون، والنار معروفة هي ذلك الجسم الحار، ولكن حرارة النار في الآخرة ليست كحرارة النار في الدنيا حيث فُضّلت على حرارة النار في الدنيا بتسعة وستين جزءًا -نسأل الله السلامة- إذن فإن قدرت الآن أعظم ما في الدنيا من النيران في الحرارة فإن نار جهنم أشد منها، تزيد عليها بتسعة وستين جزءًا، فإذا أخذنا الأصل والزيادة صارت سبعين عن حرارة الدنيا.

وقوله: {أَصْحَابُ النَّارِ} أي أهلها الملازمون لها.

{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي ماكثون.

ثم قال الله عزّ وجل في بيان أن أموالهم لا تغني عنهم شيئًا ولا تنفعهم {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ}:

هذا تشبيه تمثيلي؛ لأن التشبيه يقولون إنه نوعان: تشبيه إفرادي مثل أن نقول: فلان كالبحر، فلان كالأسد. وتشبيه تمثيلي بمعنى أن تشبّه الهيئة بالهيئة، يكون المشبه شيئًا مؤلفًا من عدة أمور، والمشبه به كذلك يكون شيئًا مؤلفًا من عدة أمور، فيسمَّى عند البلاغيين تشبيهًا تمثيليًا، والأول تشبيهًا إفراديًا {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} الصورة الآن: ريح شديدة

<<  <  ج: ص:  >  >>