للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}:

الكتاب هنا اسم جنس يشمل جميع الكتب، تؤمنون بالكتاب القرآن، بالكتاب التوراة، بالكتاب الإنجيل، بالكتاب الزبور، بالكتاب صحف إبراهيم، تؤمنون بهذا كله وهم لا يؤمنون بذلك، مَنْ هؤلاء؟ يصدق هذا على اليهود والنصارى والمنافقين كلهم بهذا الوصف، لكن اليهود يدَّعون أنهم مؤمنون بالتوراة، والنصارى يدَّعون أنهم مؤمنون بالإنجيل، والمنافقون لا يؤمنون بشيء.

{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا} نفاقًا ومداهنة {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: ١٦٧] ولهذا قال: {وَإِذَا خَلَوْا} أي وحدهم أو إلى شياطينهم.

{عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}:

أي من شدة الغيظ، لكن من شدة الغيظ لما يرون من نعمة الله عليكم، أو من شدة الغيظ لعدم اتباعكم لهم، أو من الأمرين جميعًا؟

الجواب: من الأمرين جميعًا بل ربما نقول: يشمل ما ادعوه في أنهم أمضوا مع المسلمين وقتًا ولم يتمكنوا من نيل مآربهم.

وقوله: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ} الأنامل أطراف الأصابع، وعضُّها يعبر به عن شدة الندم والحزن، ويعبر به عن شدة الغيظ أحيانًا، فالذي يتوعد غيره تجده يعض أنامله ويومئ برأسه، من الغيظ، والثاني انكسرت سيارته فعضَّ أنملته من شدة الندم، ولكن هنا بيَّن الله أنهم يعضون الأنامل من شدة الغيظ، يتمنى أن تكون

<<  <  ج: ص:  >  >>