وقوله:{وَجَنَّةٍ}، مغفرة وجنة, لأن الإنسان لا تتم سعادته إلا بأمرين: زوال المكروه، وحصول المطلوب.
والجنة هنا هي، الدار التي أعدها الله عزّ وجل لأوليائه، أعدها الله للمتقين. والمتقون المؤمنون هم أولياء الله، هذه هي الجنة. أما الجنة في قوله تعالى:{كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ}[البقرة: ٢٦٥] فهي البستان، ففرق بين الجنتين جنة الدنيا وهي البساتين، وجنة الآخرة وهي الدار التي أعدها الله لأوليائه، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولا يمكن للإنسان أن يتصور ما في الجنة من النعيم، أما جنات الدنيا فكل إنسان يتصور ذلك.
وقوله:{عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} في الآية الأخرى {عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الحديد: ٢١]، والفرق بينهما أن التشبيه هنا بليغ، وأما التشبيه هناك فليس ببليغ، يعني من حيث الاصطلاح. وإلا فكل القرآن بليغ؛ لأنهم يقولون: التشبيه بليغ مؤكد، وغير مؤكد، وبليغ غير بليغ إذا ذكرت الكاف، فإذا ذكرت أداة التشبية فهو غير بليغ، وإذا حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه صار بليغًا، وهنا حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه، أما إذا ذكرت أداة التشبيه فإنه يسمى تشبيهًا مرسلًا، وإذا ذكر وجه الشبه صار مرسلًا غير مؤكد.
نقول: فلان كالبحر كرمًا، وإن شئت فقل: في الكرم، هذا التشبيه فيه كل الأركان الأربعة؛ لأن التشبيه له أركان أربعة مثل القياس، مشبه، ومشبه به، وأداة التشبيه، ووجه الشبه، باعتبار ذكر أداة التشبيه يسمى مرسلًا، وباعتبار ذكر وجه الشبه يسمى غير