للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى هذا فيكون هذا الوجه الثاني هو أقرب إلى الصواب، وإن كان الوجه الأول محتملًا.

والمعنيان متلازمان؛ لأن من اعتقد أنه الأعلى فسوف لا يجبن ولا يحزن، ومن كانت حاله العلو فإنه كذلك لن يضعف ولن يحزن.

وفي قوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} إشكال من جهة الإعراب؛ لأن المعروف أن واو جمع المذكر السالم يضم ما قبلها، فيقال: مسلمُون، ولا يقال مسلمَون وهنا قال: وأنتم الأعلَون، ولم يقل: وأنتم الأعلُون.

الأعلون مفردها الأعلى، حذف الألف لالتقاء الساكنين، الألف ساكنة، والواو ساكنة، وإذا حذفت الألف لالتقاء الساكنين, يجب أن تبقى الحركة التى قبلها وهى الفتحة على ما هي عليه؛ لأنك لو ضممتها لم يتبين أن هناك ألفًا محذوفة، فأبقيت الفتحة لتكون دالة على الألف المحذوفة.

والإنسان في الحقيقة بين زمن ماضٍ وزمن مستقبل, فإذا فاته الخير أو حصل له الشر في الزمن الماضي فحاله الحزن، يحزن على ما مضى، وإذا ضعف وجبن فاته من الخير في المستقبل بقدر ضعفه وجبنه، ولهذا قال: {وَلَا تَهِنُوا} يعني عن العمل في المستقبل، {وَلَا تَحْزَنُوا} على ما جرى عليكم في الماضي لأنكم أنتم الأعلون، ومن كان الأعلى فستكون العاقبة له.

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}:

هذا شرط للعلو؛ يعني أنتم الأعلون في حال كونكم

<<  <  ج: ص:  >  >>