للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهذا نقول: إن قوله (أولياءه) مفعول ثان لـ (يخوف)، والمفعول الأول محذوف، وتقدير الكلام (يخوفكم أولياءه) يعني يوقع الخوف في قلوبكم من أوليائه.

قال تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٧٥]، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: ١٧٣] , فماذا قالوا؟ قالوا {حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: ١٧٣]، فإذا خوَّف الشيطان أولياءه وهم الكفار، فإنه لا يجوز لنا أن نخافهم، بل نفعل ما أمرنا الله به.

غير أَنّ أمره سبحانه وتعالى لنا بقتل الكفار إنما يكون حين نمتلك القوة التي نستطيع أن نقاتلهم بها، أما أن نقاتلهم بسلاح دون سلاحهم، وأقل من سلاحهم بكثير فإن هذا يعتبر تهورًا، ولهذا لم يؤمر المؤمنون بالجهاد إلا حين صار لهم شوكة وقوة، فأما إذا لم يكن فلا، لكن هذا يستلزم أنه يجب علينا أن نتسلح لقتالهم حتى يكون الدين لله جل وعلا.

والخطاب هنا في إيجاب التسلح لولاة الأمر لا للأفراد؛ لأن أفراد الناس لا يستطيعون القيام بهذا، ويجب على ولاة الأمور من المسلمين أن يكوِّنوا جيشًا عرمرمًا مسلحًا بأحدث الأسلحة من أجل أن يقاتل الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. لكن مع الأسف أننا اليوم فقدنا حتى السلاح الدعوي، حتى الدعوة لدين الإسلام، لا نجد أحدًا يدعو كما ينبغي، بينما نجد النصارى على قدم وساق في الدعوة إلى ما هم عليه من الباطل،

<<  <  ج: ص:  >  >>