للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبذلون الأموال الكثيرة ويغامرون بأنفسهم في المجاهل، في الطرقات، في البراري، يحمل القسيس منهم كسرة خبز وجرة ماء، ويضرب الفلاوات من أجل أن يدعو واحدًا من المسلمين إلى أن يكون نصرانيًا، أما نحن مع الأسف الشديد فإننا لا نحمل هذه القوة المعنوية في نفوسنا، مع أننا نحن إذا دعونا فإنا ندعو إلى الحق، فإن ديننا -ولله الحمد- إذا عُرِضَ عرضًا صحيحًا في الدعوة، وعرضًا صحيحًا في التطبيق، فإن ذلك كفيل بأن يدخل الناس في دين الله أفواجًا.

أما إذا كنا ندعو إلى الصدق مثلًا ونحن من أكذب عباد الله، أو ندعو إلى الوفاء بالعهد ونحن من أغدر الناس، أو ندعو إلى حفظ الأمانة ونحن من أخون الناس. فهذا ليس بصحيح، بل هو تلاعب.

إذا كان ديننا ينهى عن الربا ومنا من يرابي، كيف تكون الدعوة؟ ! أين الدعوة؟ !

إذا لم تمثل الدعوة بحال الداعي تطبيقًا تامًا بقدر المستطاع، فإنه سينقص من قبول الناس بقدر ما نقص من تطبيقه، ولهذا نقول: إن الله شرط فقال: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وصدق الله ورسوله.

هل الأمة الإسلامية اليوم هي العليا؟

الجواب: لا؛ لأن الإيمان ناقص، وشرط أن تكون الأمة عليا هو الإيمان، فإذا لم يوجد الإيمان فسنتأخر، وسيكون من سوانا ممن لديه قوة مادية هو الأعلى.

إن الإنسان إذا كان عنده الإيمان، وفعل ما يجب عليه من

<<  <  ج: ص:  >  >>