وقوله:{أَفَإِنْ مَاتَ} أي بغير فعل بشر {أَوْ قُتِلَ} بفعل البشر.
وقوله:{انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أي رجعتم إلى الوراء، والأعقاب: جمع عقب وهو العرقوب، والمنقلب على عقبيه يكون ماشيًا على غير هدى كالذي يمشي مكبًا على وجهه، وقد قال الله تعالى:{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الملك: ٢٢]، والانقلاب على العقبين أعظم وأبلغ؛ لأن الانقلاب على العقب يمشي الإنسان فيه على غير الهيئة المعتادة. على أنه يحتمل أن يكون المراد بالانقلاب على العقب أي: أنه يسقط على قفاه ولا يستطيع أن يتقدم أو يستقيم.
هنا قال:{وَمَنْ يَنْقَلِبْ} فعدل من جملة الخطاب إلى العموم دون أن يقول: وإن انقلبتم على أعقابكم فلن تضروا الله شيئًا من أجل أن يكون الحكم عامًا شاملًا، فقوله:{وَمَنْ يَنْقَلِبْ}(من) شرطية تعم كل منقلب على عقبيه، والفعل هنا بعدها مجزومٍ، فعل الشرط. أما جواب الشرط فهو {فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} وشيئًا نكرة، والنكرة في سياق النفي تعم، يعني: الذي ينقلب على عقبيه ويرتد عن الإيمان لن يضر الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى لن ينتفع بطاعة الطائعين، ولن يتضرر بمعصية العاصين، ولهذا قال:{وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} فيرجع بعد أن كان مسلمًا فلن يضر الله شيئًا وإنما يضر في الحقيقة نفسه.
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}:
السين للتنفيس، وهي تحوّل الفعل المضارع من كونه صالحًا للحال والاستقبال إلى كونه للاستقبال، (وسوف) مثلها إلا