للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخبر {رِبِّيُونَ} مبتدأ و {مَعَهُ} خبر مقدم، والجملة في موضع نصب على الحال من الضمير في قتل أو قاتل يعني: قاتل أو قتل والحال أن معه ربيين كثير.

وقيل: إن قوله (وكأين من نبي) جملة مستقلة يوقف عليها، ثم يستأنف فيقال: (قتل معه ربيون كثير) يعني: وكأين من نبي وُجد وأُرسل وبُعث وأُيد بالآيات واتبعه ناس فقتل معه وفي صحبته ربيون كثير، وعلى هذا القول تكون ربيون نائب فاعل على قراءة قُتِل، وفاعل على قراءة قَاتَل، ويكون النبي سالمًا على هذا التقدير الثاني. أما على الأول فيكون مقتولًا.

وقوله: {مَعَهُ رِبِّيُّونَ}:

(مع) ظرف وهي خبر مقدم و {رِبِّيُّونَ} مبتدأ مؤخر على تقدير أن الضمير في قاتل أو قتل يعود على النبي، (وكأين من نبي قتل أو قاتل)، لكن فيه وجه آخر يقول: إن (ربيون) فاعل قاتل أو نائب فاعل على قراءة قتل، وبناء على هذا يختلف الإعراب، فتكون (مع) ظرف مكان متعلق بقاتل أو بقتل، ويكون (ربيون) فاعلًا على قراءة قاتل، ونائب فاعل على قراءة قُتل، وعلى هذا التقدير يكون القتال أو القتل واقعًا على الربيين وليس على النبي، ويختلف الحكم بالنسبة للصحابة، فإذا كان قاتل أو قتل فيه ضمير يعود على نبي صار فيه تسلية للصحابة؛ أي أن الأنبياء قد قتلوا قبل محمد وقاتلوا. وعلى الاحتمال الثاني أن (ربيون) فاعل أو نائب فاعل يكون فيه إشارة إلى أن الصحابة لم يكن الابتلاء بالقتال أو القتل خاصًا فيهم بل هو سابق في الأمم المتقدمين، فيكون المراد من الآية شيئًا من التوبيخ واللوم للصحابة الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>