للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلبه بكل امرأة، ما يستقر على شيء، حينئذ تكون هناك مزاحمة فتضعف محبة الله سبحانه وتعالى في القلب، المهم أن الشأن كل الشأن هو أن الله يحبك، هذا هو المهم.

٧ - إثبات الصفات الاختيارية لله عزّ وَجَلَّ يعني التي تتعلق بمشيئته، فإذا علّق الله الصفة على فعل علمنا أنَّها من الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئته. فإذا كان الإحسان سببًا لمحبة الله وهو فعل العبد وهو حادث، لزم من ذلك ثبوت المحبة المعلقة بالإحسان. والصفات الاختيارية أيضًا أنكرها الأشاعرة ونحوهم، وقالوا: لا يمكن أن يكون لله صفات حادثة اختيارية، لماذا؟

قالوا: لأننا لو أثبتنا لله صفات حادثة لزم قيام الحوادث به، والحوادث لا تقوم إلَّا بحادث، والله عزّ وَجَلَّ أزلي أبدي. فيقال: ويلكم هذا كذب أن الحوادث لا تقوم إلَّا بحادث! أليس الله يقول: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: ٢٧]، ويقول: {اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: ٢٥٣] أليس الإنسان منا إرادته ليست تابعة لوجوده، بل للإنسان إرادات تتجدد ولا يلزم أن يكون هذا المريد لم يوجد إلَّا عند وجود الإرادة بل هو سابق عليها. نحن سابقون على إرادتنا يعني أن الإنسان موجود قبل أن يريد، فلا يلزم تساوي الإرادة مثلًا أو الأفعال الاختيارية مع الوجود، فالإنسان يفعل أفعالًا كثيرة متجددة لم تكن معه حين وجوده، فكذلك الرب عزّ وَجَلَّ يفعل ما يريد أفعالًا لم تكن معه سبحانه وتعالى أزلية بل هي حادثة، لكن قد تكون حادثة النوع وقد تكون حادثة الآحاد، ويكون نوعها قديمًا أزليًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>