للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كاشفات الرؤوس حاسرات السيقان؛ لأنهن قد هربن حيث أيقنّ بالأسر وكانت الغلبة والعزة في أول النهار للمسلمين.

ثم قال: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ}:

{حَتَّى} قيل: إنها ابتدائية، وقيل: إنها للغاية.

فالوجه الأول: أن (حتى) للغاية، أي صدقكم وعده إذ تحسّونهم بإذنه إلى أن فشلتم، وعلى هذا فتكون (إذا) غير شرطية، حتى وقت فشلكم، هذا وجه كون (حتى) للغاية.

{إِذَا فَشِلْتُمْ} أي حتى حين فشلتم، أي أن صدق الوعد والحس استمر إلى أن فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون.

والوجه الثاني: أن (حتى) ابتدائية، فالجملة مستأنفة وتكون (إذا) على هذا الوجه شرطية وجوابها يُذكر إن شاء الله.

{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} الفشل معناه الجبن والخور أي: حتى إذا جبنتم وخِرتم وعجزتم عن الانتصار.

{وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} المنازعة: المخاصمة والاختلاف.

وقوله: {فِي الْأَمْرِ} هل المراد بالأمر الشأن أو المراد بالأمر واحد الأوامر؟ على القول الأول يكون الأمر واحد الأمور، وعلى الثاني يكون الأمر واحد الأوامر، ومعنى {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} أي في الشأن على القول الأول أو في الأمر أي: أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، على القول الثاني، ويكون الخطاب موجهًا إلى الرماة وكانوا خمسين رجلًا أَمَّر عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جبير، وقال لهم: "لا تبرحوا مكانكم، ابقوا في الجبل سواء كانت لنا أو علينا"، ولما رَأَوْا المسلمين قد

<<  <  ج: ص:  >  >>