للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون {يَظُنُّونَ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {أَهَمَّتْهُمْ} يعني: أهمتهم حال كونهم يظنون بالله غير الحق، يعني: يظنون بالله سبحانه وتعالى ظنًا غير ظن الحق، فما هو هذا الظن؟

يظنون أشياء كثيرة يقولون مثلًا: هل لنا من الأمر من شيء؟ وظنهم مثلًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قُتل حقيقة، وأنه لا نصر للإسلام بعده، وأن الدولة ستكون للكافرين، وما أشبه ذلك من الظنون الفاسدة، ولا شك أن هذا ظن مبني على الجهل، ولهذا قال: {غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} فبدأ ببطلان هذا الظن أولًا، ثم بيَّن أنه صادر عن جهل ولهذا قال: {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} أي ظن أهل الجهل؛ لأن من عرف الله عزّ وجل بأسمائه وصفاته وأحكامه لا يمكن أبدًا أن يظن به هذا الظن، أن الله يديل الباطل على الحق، وأن الله لا ينصر رسوله، لا يظن هذا الظن إلا من لا يعرف الله عزّ وجل.

قال: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}:

جملة (يقولون) يصح أن تكون خبرًا ثانيًا أو ثالثًا لطائفة، ويصح أن تكون حالًا من الواو في (يظنون)، يظنون حال كونهم قائلين.

وقوله: {يَقُولُونَ} بألسنتهم أو بقلوبهم؟

يحتمل الأمرين، يحتمل أنهم يقولون في أنفسهم، ويحتمل أنهم يقولون في قلوبهم بألسنتهم، يعني يقول بعضهم لبعض: هل لنا من الأمر من شيء؟ .

والأصل في القول إذا أطلق فهو قول اللسان، وإذا كان

<<  <  ج: ص:  >  >>