ثامنًا: ومن فوائد الشورى أيضًا: أنه إذا أخطأ الإمام أو ولي الأمر لم يُنسب الخطأ له بل يُنسب إلى المستشارين، ولهذا يقول بعضهم في المشورة: إن الشورى ستر لعيبي، إذا أخطأت قالوا: هذا من المستشارين، وإن أصبت مدحوني وإياهم.
تاسعًا: أنها طاعة لله ورسوله؛ لأن الله أمر بها.
١١ - أنه يجب على الإنسان أن يكون اعتماده على الله عز وجل مع فعل الأسباب؛ لقوله:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.
١٢ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتريه ما يعتري البشر من التردد في الأمور، ووجه الدلالة: أولًا في قوله: {وَشَاوِرْهُمْ} وثانيًا في قوله: {فَإِذَا عَزَمْتَ} فإن العزيمة قد يسبقها تردد كما هو الواقع.
١٣ - أنه ينبغي على الإنسان إذا عزم على الأمر ألا يتردَّد؛ لأن التردد يُحيِّر الإنسان ويوقعه في القلق، ولهذا قال الشاعر:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ ... فإن فساد الرأي أن تتردَّدا
وكثير من الناس يرى المصلحة في شيء ويعزم عليه ثم يتردد فيكون مذبذبًا، أحيانًا كذا وأحيانًا كذا، ويُؤْثر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كلمة نافعة جدًا، وهي قوله:(من بورك له في شيء فليلزمه). . كلمة عجيبةٌ لو توزن بالذهب لوزنته.
(من بورك له في شيء فليلزمه) يعني إذا عمل الإنسان عملًا ورأى فيه البركة والثمرة فليلزمه، ولنضرب لهذا مثلًا بحال طالب العلم الذي شرع في دراسة كتاب أو مراجعته، ووجد فيه خيرًا، ووجد أنه يستفيد وينتفع، فنقول له: الزم هذا وأكمله، ولا تقل: هذا كتاب مختصر قليل، كمن شرع في مطالعة كتاب "زاد