ولكن الصحيح أن الحديث على ظاهره:"أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك". يعني أن الأمر لا يمكن أن يقع على خلاف الواقع. فما أصابك لم يكن ليُخطئك أبدًا فلا حاجة إلى الندم.
هنا يقول:{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}، و (لا) هذه نافية للجنس، والنافية للجنس نصٌّ في العموم؛ لأن النفي قد يكون للعموم نصًّا وقد يكون للعموم ظاهرًا، والفرق بين النص والظاهر: أن النصَّ لا يحتمل التخصيص، والظاهر يحتمل أن يكون عامًا أُريدَ به الخصوص.
قال أهل العلم في النحو: و (لا) النافية نصٌّ في العموم، كما أن (مِن) الزائدة إذا جاءت بعد النفي، صار النفي نصًّا في العموم، كما لو قلت:(ما في الدار من رجلٍ) هذه نص في العموم كقولكَ: (لا رجلَ في الدار).
الحاصل: أن قوله: {فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} عام، يعني: لا أحد يغلبكم مهما كانت قوته ومهما كان عدده، وإنما قال الله عزّ وجل ذلك من أجل أن نعلِّق النصر بالله عزّ وجل لا بغيره.
قال:{وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}. معنى {يَخْذُلْكُمْ} مقابل {يَنْصُرْكُمُ} فالخذلان ضد النصر، وهذه من القواعد التي تُفيدك في تفسير القرآن، أن الكلمة قد يظهر معناها بما قُرِن معها من الضد.
لو قال قائل: في قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}[النساء: ٧١]، ما معنى ثُبات؟