الجواب: لا، بل يأتي بها حاملًا لها وهو عارٍ. البعير الذي غلَّه وركبه، يأتي به يوم القيامة حاملًا له تعذيبًا له.
قال تعالى:{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}:
{ثُمَّ} أي: بعد أن يُبعث الناس يوم القيامة ويأتي كل إنسان بما غلَّ {تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ}.
{تُوَفَّى}: من التوفية، يُقال: وفَّاه حقّه أي أعطاه إياه.
وقوله:{كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} يشمل حتى الرسل، والمُرسل إليهم {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف: ٦]. كلٌّ يُعطى ما كسب.
وقوله:{كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ}، يحتمل أن يكون المراد بالعموم هنا كل من كان مكلَّفًا؛ لأن غير المكلَّف لا يُعاقب؛ لأنه مرفوع عنه القلم، وقد يُقال: إنه يشمل حتى غير المكلَّف؛ لأن التوفية لا يلزم منها عقوبة، فقد يوفَّى حقَّه بالأجر، ومعلوم أن غير المكلَّف يؤجر، ويُكتب له ولا يُكتب عليه.
{وَهُمْ}: أي الأنفس {لَا يُظْلَمُونَ} أي لا يُنقصون من الحسنات، ولا يُزَادون في السيئات؛ لأن الظلم في الأصل هو النقص، كما قال الله تعالى:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا}[الكهف: ٣٣] أي لم تنقص، وهو يشمل -أي الظلم- شيئين: