أبدًا، وأن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وأن تحيوا فلا تموتوا أبدًا" (١).
كل الآفات المنغصة للنعيم في الدنيا، كلها تنفى عنه ولهذا قال:{خَالِدِينَ فِيهَا}.
وقوله:{وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}:
معطوفة على جنات، وعطفها عليها لاختلاف في نوع التلذذ؛ فالتلذذ بالجنات تلذذ شهوة بطن، والتلذذ بالأزواج تلذذ من نوع آخر، والإنسان الذي له زوجة في الدنيا، تبقى زوجةً له في الآخرة، وإذا كانت ذات زوجين، فإنها تخيَّر بينهما، وإذا لم يكن للرجل زوجة، ولا للمرأة زوج في الدنيا، فإنه في الجنة يزوَّج هذا من هذه.
وهناك أزواج أيضًا من نوع آخر، وهن الحور العين، داخلة في قوله:{وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}، وقوله تعالى:{مُطَهَّرَةٌ} أي: من كل رجس حسي أو معنوي.
فالحسي: مثل البول والغائط والحيض والعرق المنتن والمخاط وما أشبه ذلك.
والمعنوي: مثل الغل والحقد والفجور وكراهية الزوج وما أشبه ذلك.
وذلك لأن الله أطلق فقال:{مُطَهَّرَةٌ} ولم يقل من كذا وكذا، فَدَلَّ على العموم؛ لأن من القواعد المعروفة أن حذف المعمول يؤذن بعموم العامل.
(١) أخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في دوام نعيم أهل الجنة، رقم (٢٨٣٧).