والثاني ما يسمّى به الله تعالى ويسمّى به غيره على سبيل المجاز والإطلاق ينصرف إلى الله تعالى فيكون يمينا في الإطلاق إذا قصد به اليمين، وإذا أراد بالاسم غير الله تعالى لم تكن يمينا. والثالث ما يستعمل في الله تعالى ويشاركه فيه غيره، ولا ينصرف الإطلاق إليه، مثل قولهم: الموجود، الحيّ، الناطق، فذلك لا يكون الحلف به يمينا سواء قصد به الله تعالى أو لم يقصد، لأنّ اليمين إنما تنعقد بحرمة الاسم، فإذا كان مشتركا لم يكن له حرمة.
فأما الثالث وهو الصفة فإذا حلف بصفة من صفات ذاته كان يمينا، قال الشافعي: مثل أن يقول وعظمة الله، أو جلال الله، أو قدرة الله. والحلف بالقرآن يكون عند الشافعي يمينا. قال أبو حنيفة: لا يكون ذلك يمينا، فهذه جمل أقوالهم.
«١٤٨» - وأذكر الآن ما جاء في تفسير بعض الأقسام التي وردت في الكتاب العزيز.
(أ) فمن ذلك قوله سبحانه: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً.
فَالتَّالِياتِ ذِكْراً)
(الصافات: ١- ٣) قيل: المراد بالصافّات الملائكة.
(فَالزَّاجِراتِ زَجْراً)
الملائكة تزجر السحاب، وقيل كلّ ما زجر عن معصية الله عزّ وجلّ. (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً)
الملائكة، قال الزجّاج: وجائز أن يكون الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله عزّ وجلّ.
(ب) وقوله عزّ وجلّ (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) *
(الزخرف: ١- ٢ والدخان:
١- ٢) أي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة وأبان كلّ ما تحتاج إليه الأمّة.