للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٤٧٣» - وقال له رجل: إنّ فلانا شتمك، فقال: أتراه [١] شتمك؟! «٤٧٤» - رفع بعض السعاة إلى أبي العباس السفاح قصة بسعاية على بعض عماله، فوقّع فيها: هذه نصيحة لم يرد بها ما عند الله عزّ وجلّ، ونحن لا نقبل قول من آثرنا على الله تعالى.

٤٧٥- وقال بعضهم: رأيت المأمون قد ضرب غسّان بن عباد خمس عشرة درة لإعادته حديثا على النبيذ.

«٤٧٦» - لما ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق ولم يكن في بني أميّة ألبّ منه مع حداثة سنّه، قال أهل دمشق: هذا غلام شابّ لا علم له بالأمور وسيسمع منا. فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، قال:

ليت شعري ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت إليك مني؟

قال: جار لي عاص متخلّف عن ثغره، فقال له: ما اتّقيت الله تعالى، ولا أكرمت أميرك، ولا حفظت جوارك. إن شئت نظرنا فيما تقول: فإن كنت صادقا لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذبا عاقبناك، وإن شئت أقلناك. قال:

أقلني. قال: اذهب حيث شئت لا صحبك الله، إني أراك شرّ جيل رجلا. ثم قال: يا أهل دمشق، أما أعظمتم ما جاء به الفاسق؟ إنّ السعاية أحسب منه سجية، ولولا أنه لا ينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب، كان لي في ذلك رأي، فلا يأتينّي أحد منكم بسعاية على أحد بشيء، فإنّ الصادق فيها فاسق، والكاذب فيها بهّات.

٤٧٧- قيل: من سعى بالنميمة حذره الغريب ومقته القريب.


[١] ح: أراه.

<<  <  ج: ص:  >  >>