أنت امرؤ إمّا ائتمنتك خاليا ... فخنت وإما قلت قولا بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا ... بمنزلة بين الخيانة والإثم
«٤٦٩» - وكان الفضل بن سهل يبغض السعاة، وإذا أتاه ساع قال له: إن صدقتنا أبغضناك، وإن كذبتنا عاقبناك، وإن استقلتنا أقلناك.
«٤٧٠» - ويشبهه ما ذكر عن الوليد بن عبد الملك أنه قال لمنتصح أتاه يستخليه: إن كانت نصيحتك لنا فأظهرها، وإن كانت لغيرنا فلا حاجة بنا إليها.
فقال: لي جار أخلّ ببعثه، فقال له: أما أنت فقد خبّرتنا أنك جار سوء، فإن شئت أن ننظر فإن كنت صادقا أقصيناك، وإن كنت كاذبا عاقبناك، وإن شئت تاركناك، فقال: تاركوني.
«٤٧١» - وكتب الفضل بن سهل في جواب كتاب ساع: ونحن نرى أنّ قبول السعاية شرّ من السعاية، لأنّ السعاية دلالة والقبول إجازة، وليس من دلّ على شيء وأخبر به كمن قبله وأجازه، فاتّقوا الساعي فإنه لو كان في سعايته صادقا لكان في صدقه لئيما إذ لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة.
«٤٧٢» - وجاء رجل إلى الوليد بن عبد الملك فقال: إنّ فلانا نال منك، فقال: أتريد أن تقتصّ أو تارك من الناس بي؟