للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجالس الحكومة [١] حقّها من التوقير والتعظيم والتوجيه إلى الواجب، فإنّ ذلك أشبه [٢] بك، وأجمل لمذهبك في محتدك وعظيم قدرك [٣] ، ولا تعجل فربّ عجلة تعقب ريثا، والله يعصمك من الزلل، وخطل القول والعمل، ويتمّ نعمته عليك كما أتمّها على أبويك من قبل. قال إبراهيم: أصلحك الله، أمرت بسداد، وحضضت على رشاد، ولست بعائد إلى ما يثلم مروءتي [٤] ، ويسقطني من عينك، ويخرجني عن مقدار الواجب إلى الاعتذار؛ فها أنا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقرّ بذنبه، باخع بجرمه، فإنّ الغضب لا يزال يستفزّني بهواه [٥] ، فيردّني مثلك بحلمه، وتلك عادة الله عندنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل؛ وقد وهبت حقي [٦] في هذا العقار لبختيشوع، فليت ذلك يقوم بأرش الجناية، ولم يتلف مال أفاد موعظة، وبالله التوفيق.

«٥٥١» - كتب المنصور إلى سوّار بن عبد الله القاضي في مال كان له على سلمة بن سعيد، لما مات سلمة، وكان عليه ديون للناس وللمنصور، فكتب إليه: استوف لأمير المؤمنين دينه، وفرّق ما يبقى بين الغرماء. فلم يلتفت إلى كتابه وضرب للمنصور بسهم من المال كما ضرب لواحد من الغرماء، ثم كتب إليه: إني رأيت أمير المؤمنين غريما من الغرماء. فكتب إليه المنصور: ملئت الأرض بك عدلا.


[١] عيون الأنباء: الخليفة.
[٢] عيون الأنباء: اشكل.
[٣] عيون الأنباء: خطرك.
[٤] عيون الأنباء: قدري.
[٥] عيون الأنباء: بمراده.
[٦] عيون الأنباء: خلعت حظي.

<<  <  ج: ص:  >  >>