للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدماء، فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله يقول: إنّ الرجل ليحال بينه وبين الجنة بعد أن ينظر إليها بملء كفّ من دم مسلم سفكه بغير حقّ.

٦٠١- وروي أنّ رجلا من عمّال عمر رضي الله عنه أمر رجلا أن ينزل في واد ينظر كم عمقه، فقال الرجل: إني أخاف، فعزم عليه فنزل، فلما خرج كزّ فمات، فنادى: يا عمراه، فبعث عمر إلى العامل فقال: أما لولا أني أخاف أن تكون سنة بعدي لضربت عنقك، ولكن لا تبرح حتى تؤدي ديته، والله لا ولّيتك شيئا أبدا.

«٦٠٢» - وروي أنّ يهوديا جاء إلى عبد الملك بن مروان فقال: إنّ ابن هرمز ظلمني، ثم أتاه الثانية ثم الثالثة فلم يلتفت اليه، فقال له اليهودي: إنا نجد في التوراة أنّ الإمام لا يشرك في ظلم أحد ولا جوره حتى يرفع إليه فإذا رفع إليه ولم يغيّر شرك في الظلم والجور. ففزع عبد الملك وأرسل إلى ابن هرمز فنزعه.

٦٠٣- قال سريع الأهوازيّ: بعث إليّ عيسى بن جعفر فسألني عن النبيذ فقلت: سل عن الماء الذي يشربه النصارى واليهود والمجوس والكلاب والخنازير حلالا وتشربه أنت حراما، قال: وكيف ذاك؟ قلت: إنّ غلمانك يسخّرون الناس ويستقونه لهم. فبكى.

«٦٠٤» - قال محمد بن صفوان الضبي: كنت أقوم على رأس سليمان بن عبد الملك، فدخل عليه رجل من حضرموت من حكمائهم، فقال له سليمان: تكلّم بحاجتك، فقال: من كان الغالب على كلامه النصيحة وحسن الإرادة أوفى به كلامه على السلامة، وإني أعوذ بالذي أشخصني من أهلي حتّى أوفدني عليك أن ينطقني بغير الحقّ، وأن يذلّل لساني بما فيه سخطه عليّ، وإنّ إقصار الخطبة أبلغ في أفئدة أولي الفهم من الإطالة والتشديق في البلاغة، ألا وإنّ من البلاغة يا أمير

<<  <  ج: ص:  >  >>