للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزنيّ مع سوّار يريه حدودها حين تقدّم وقال له: لا تهدم هذا الجدار فليس هو لي. فعاد سوّار فأخبره، فعظم في قلب أحمد بن طولون، وقلق إلى رؤيته. وكان أحمد بن طولون يحضر جنائز وجوه البلد وصالحيهم وأشرافهم، ويتولّى الصلاة بنفسه، فحضر يوما جنازة فقيل له: هذا أبو إبراهيم المزني في الجنازة، فقال:

أرونيه من غير أن يعلم لئلّا يتأذّى، فأروه إياه.

«٦٢٢» - وأراد أن يحمل مالا إلى الحضرة، فأحضر القاضي والشهود ليشهدوا على القابض، فكتبوا وقد عاينوا المال ومبلغه ألف ألف ومائتا ألف دينار، فلما بلغ الكتاب إلى سليم الفانو [١] الخادم المعدّل قال له: أيها الأمير لست أشهد حتى يوزن المال بحضرتي، فغاظه ذلك، فقال للوزّانين: زنوه، فلما فرغ الوزن قالوا: أبقي لك شيء تقوله؟ قال: النقد، فغاظه ودعا بالنقد [٢] ، وسليم جالس معهم حتى فرغ وختمت، وتسلّمها حاملها، فكتب شهادته وانصرف.

وكان ذلك سبب اختصاص سليم بأحمد بن طولون وقربه منه.

«٦٢٣» - ومن الجور قصة زيد الخيل الطائيّ وقيس بن عاصم والمكسّر العجلي: وقعت حرب بين أخلاط طيّء، فنهاهم زيد الخيل عن ذلك وكرهه، فلم ينتهوا، واعتزل وجاور بني تميم ونزل على قيس بن عاصم؛ فغزت بنو تميم بكر بن وائل وعليهم قيس وزيد معه، فاقتتلوا قتالا شديدا وزيد كافّ، فلما رأى ما لقيت تميم ركب فرسه وحمل على القوم، وجعل يدعو يال تميم، ويتكنّى


[١] ح: الفافو.
[٢] ح: بالنقاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>