للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٠٢ ب- قال: وسبب زيادة الفهم على المنطق أنّ اللسان رسول والقلب مرسل، ولا يقوم الرسول مقام المرسل.

٧٠٢ ج- قال: والعقل صيغة موجودة في ضريبة الإنسان، ليس باكتساب.

٧٠٢ د- قال: وموضع اللائمة للجاهل أنّ الجهل لو كان موجودا لا عقل معه لسقطت اللوائم عن صاحبه، ولكنّه يكون للمرء جزء من العقل فيلزمه من اللوم بقدر ما أضاعه بذلك الجزء، فإن كلّفه مكلّف أكثر من طاقة عقله فقد ظلمه، وهذا كثير في الناس: أن يؤنّبوا أهل النقص بأكثر من مقدار ما يلزمهم.

وإنما يؤتى اللائم في ذاك من قلّة معرفته بمقدار ما يسعه عقل الملوم، فيكلّفه فوق طاقته. ألا ترى أنّ الذنوب إذا أصابها مصيب [١] كشف الحكام وجوهها فميّزت الجهل من غيره، فحكمها في العمد وهو ارتكاب الذنب مع المعرفة به العقوبة، وفي الخطأ إزالة العقوبة، ويسقط [٢] مع ذلك عنه المأثم.

٧٠٢ هـ- قال: والعقل أمّ لكلّ عمود، وجنّة من كلّ مذموم، حياة النفس وراحة البدن، مدّته إلى السرور، وأيامه إلى السلامة، جامع شمل المواهب، وراجع فوت كلّ ذاهب، كنف للرحمة، ومفتاح للهدى، آخية المودّة بين الصالحين، والساقط بالظنّ على اليقين، زارع الخير، ومثمّر الغبطة، وحامي الهوى عن مراتع الهلكة، لا يخبو نوره [٣] ، ولا تكبو زناده، يجنيك ثمرة العافية، ويقيك محذور العاقبة، مستصحب الصّنع وقرين التوفيق، ديوان للخيرات، ومعدن للصالحات، عليه معوّل المحروم، وفيه عوض من المعدوم.

«٧٠٢» و قال: ووجدت مودّة الجاهل وعداوة العاقل أسوة في الخطر،


[١] م: ذنوب.
[٢] ح: وبسط.
[٣] ح: ناره.

<<  <  ج: ص:  >  >>