٩٥٣- أراد عمر بن عبد العزيز أن يذكر بني أمية وجورهم وإفسادهم ويلعن الظالمين منهم، فشاور في ذلك جماعة من أهل العلم، منهم ميمون بن مهران، فقال له ميمون: يا أمير المؤمنين إنّ القول فتنة فعليك بالعمل.
«٩٥٤» - قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: إذا استخار العبد ربّه، وشاور نصيحه، واجتهد رأيه، فقد قضى الذي عليه لنفسه، ويقضي الله في أمره ما أحبّ.
«٩٥٥» - قال عبد الله بن الحسن بن الحسن لابنه محمد أو إبراهيم: يا بنيّ إنني مؤدّ حقّ الله في تأديبك، فأدّ إليّ حقّ الله في الاستماع. أي بنيّ كفّ الأذى، وأفض النّدى، واستعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك إلى القول، فإنّ للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ، ولا ينفع فيها الصواب. واحذر مشاورة الجاهل، وإن كان ناصحا، كما تحذر مشاورة العاقل إذا كان غاشّا، لأنه يورّطك بمشورته، ويسبق إليك مكر العاقل والاغترار بالجاهل. واعلم يا بنيّ أنّ رأيك إذا احتجت إليه وجدته نائما، ووجدت هواك يقظان، فإياك أن تستبدّ برأيك، فإنه حينئذ هواك. ولا تفعل فعلا إلا وأنت على يقين أنّ عاقبته لا ترديك وأنّ نتيجته لا تجني عليك.
٩٥٦- قال حكيم: صحة النظر في الأمور نجاة من الغرور. والحزم في الرأي سلامة من التفريط، وداعية إلى الظفر. والتدبر والتفكّر يبحثان عن [١] الفطنة ويكشفان الحزم. ومشاورة الحكماء بيان لليقين وقوة للبصيرة، ففكّر قبل أن تعزم، واعرض قبل أن تصرم، وتدبّر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تندم،