للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبى أن يسمّي رجلا بعينه وقال: عليكم بهؤلاء الرهط الذين توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: عليّ وعثمان ابني عبد مناف، وعبد الرحمن بن عوف وسعد، خالي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام حواريّه وابن عمته، وطلحة الخير، فلتختاروا رجلا منهم، ويتشاوروا لثلاثة أيام، وليصلّ بالناس صهيب، ولا يأتي اليوم الثالث إلّا وعليكم أمير منكم، ويحضر عبد الله بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر؛ وطلحة شريككم، فان قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم، وإن مضت الأيام الثلاثة قبل قدومه فاقضوا أمركم.

«٩٧٢» - وقال لأبي طلحة الأنصاري: إنّ الله أعزّ الاسلام بكم، فاختر خمسين رجلا من الأنصار فاستحثّ هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا. وقال:

إن اجتمع خمسة ورضوا واحدا منهم وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وان اتفق أربعة فرضوا واحدا منهم وأبى اثنان فاضرب رءوسهما، وإن رضي ثلاثة منهم رجلا وثلاثة منهم رجلا فحكّموا عبد الله بن عمر، فبأيّ الفريقين حكم فليختاروا رجلا منهم، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس.

٩٧٣- فأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فلم تدوّن وصية عند الموت وقتل محصورا، مشغولا عن نفسه، ممنوعا من النظر لها وللأمة من بعده.

٩٧٤- وأما عليّ بن أبي طالب عليه السلام فله وصية طويلة مشهورة إلى ابنه الحسن، وفيها حكم وآداب قد ضمنّت هذا الكتاب بعضها في أماكن منه متفرقة.

٩٧٥- وله وصية كتبها إلى ابنه محمد بن الحنفية: أن تفقّه في الدين وعوّد نفسك الصّبر على المكروه، وكل نفسك في أمورك كلّها إلى الله، فانك تكلها إلى كاف حريز ومانع عزيز. وأخلص المسالة لربّك فانّ في يده العطاء والحرمان،

<<  <  ج: ص:  >  >>