للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٩٩٥» - زوّج أسماء بن خارجة الفزاريّ ابنته هند من الحجاج بن يوسف.

فلما كانت ليلة أراد البناء بها قال لها أسماء: يا بنيّة، إنّ الأمهات يؤدّبن البنات، وإن أمّك هلكت وأنت صغيرة، فعليك بأطيب الطيب الماء، وأحسن الحسن الكحل. وإياك وكثرة المعاتبة فانها مقطعة للودّ، وإياك والغيرة فانها مفتاح الطلاق. وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، واعلمي أنّي القائل لأمّك حيث أقول [١] : [من الطويل]

خذي العفو منّي تستديمي مودّتي ... ولا تغضبي في سورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقرك [٢] الدفّ مرة ... فانك لا تدرين كيف المغيّب

فاني وجدت الحبّ في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب

«٩٩٦» - العتبيّ عن أبيه عمرو بن عتبة، قال: كان أبونا لا يرفع المواعظ عن أسماعنا، فأراد سفرا فقال: يا بنيّ، تألّفوا النّعم بحسن مجاورتها، والتمسوا المزيد بالشكر عليها، واعلموا أنّ النفوس أقبل شيء لما أعطيت، وأعطى شيء لما سئلت، فاحملوها على مطيّة لا تبطىء إذا ركبت، ولا تسبق إذا تقدّمت.

عليها نجا من هرب من النار، وأدرك من سابق إلى الجنة. فقال الأصاغر من ولده: يا أبانا، ما هذه المطية؟ قال: التوبة.

«٩٩٧» - قال عبد الملك بن مروان للشعبيّ وهو يعلّم أولاده: علّمهم


[١] حيث أقول: سقطت من س.
[٢] الأغاني: نقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>