للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمير: اقرأ السلام مني أمير المؤمنين، فرجع الحارث إلى عمر، فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت يا أمير المؤمنين حالا شديدا، قال: فما صنع بالدنانير؟

قال: لا أدري، فكتب إليه عمر: إذا جاءك كتابي هذا فلا تضعه من يدك حتى تقبل، فدخل على عمر فقال له: ما صنعت بالدنانير؟ قال: صنعت ما صنعت، وما سؤالك عنها؟ فقال: أقسم بالله لتخبرنّي ما صنعت بها، قال:

قدّمتها لنفسي. قال: رحمك الله، وأمر له بوسق من طعام وثوبين، فقال:

أما الطعام فلا حاجة لي فيه، قد تركت في المنزل صاعين [من] شعير، إلى أن آكل ذلك قد جاء الله بالرزق، ولم يأخذ الطعام، وأما الثوبان فنعم، إن أمّ فلان عارية، فأخذهما ورجع إلى منزله، ولم يلبث أن هلك رحمه الله.

[٢٨٤]- قال الشعبي: مرّ رجل في مراد على أويس القرنيّ فقال:

كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أحمد الله، قال: كيف الزمان عليك؟

قال: كيف الزمان على رجل إن أصبح ظنّ أنه لا يمسي، وإن أمسى ظنّ أنه لا يصبح، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار. يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا، وإنّ علمه بحقوق الله لم يترك في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه بالحقّ لم يترك له صديقا.

وأويس وإن لم يكن صحب النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنه ذكره عليه السلام ونبّه عليه «١» بما شرف محله، فلهذا أضفته إلى ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

[٢٨٥]- وقال عبد الله بن مسعود: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوان الشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا


[٢٨٤] طبقات ابن سعد ٦: ١٦٤- ١٦٥ حلية الأولياء ٢: ٨٣ وصفة الصفوة ٣: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>