كثير، واستعيروا ولا تعيروا، وأظهروا للناس الحاجة لكي لا تسألوا فتمنعوا فتكون أستاهكم هي الضيقة. وإن وعدتم الناس شيئا فاكذبوهم وامطلوهم، فإن الذي يصدق في الوعد وان مطل، وهو مقلّ، يكون حريا بالنجح في الموعد إذا أمكنته المقدرة. وابدأوا الناس بالشرّ يردد عنكم الشرّ، وإياكم والوهن فيجترأ عليكم. ولا تشتطّوا في مهور النساء فان ذلك آكد لأياماكم، جمع الله أمركم.
«١٠٣٣» - أوصى وكيع بن حسّان بن سود فقال: يا بنيّ، إن أبي والله ما ورثني إلا درعا سحقا ورمحا خطلا، وما ورّثني دينارا ولا درهما. وقد جمعت لكم هذا المال الذي ترون من حلّه وحرامه؛ فإياكم إذا أنا متّ أن تأتيكم هذه الباعة من أهل الأسواق فيقولون: لنا على ابيكم دين. يا بني، إن كان الله تعالى يريد أن يغفر لي فوالله ما ديني في ذنوبي إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود، وإن كان لا يريد أن يغفر لي، فو الله ما ديني في تلك الذنوب إلا كحصاة رمي بها في بحر. شدّوا أيديكم على مالكم واحفظوه ولا تقضوا عني شيئا. ثم مات.
«١٠٣٤» - وروي أن أبا النجم العجلي أنشد هشاما:
والشمس قد صارت كعين الأحول
لما ذهب به الرويّ عن الفكر في عين هشام فأغضبه فأمر به فطرد، فأمّل أبو النجم رجعته، فكان يأوي إلى المسجد. فأرق هشام ذات ليلة فقال لحاجبه: ابغني رجلا عربيا فصيحا يحادثني وينشدني، فطلب له ما طلب فوقف على أبي النجم فأتي به، فلما دخل عليه قال: أين تكون منذ أقصيناك؟ قال: بحيث ألفتني رسلك. قال: فمن كان أبا مثواك؟ قال: رجلين: كلبيا وتغلبيا أتغدى عند