للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب رجل ليقع في خالد عند سعد، فقال: مه إنّ ما بيننا لم يبلغ ديننا.

[٣٠٠]- قال عمر في كلام له: العلم بالله يوجب الخشوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في الهرب منها، وللحبّ علامات وللبغض علامات، فمن وجدناه يعمل عمل أهل الجنة استدللنا بعمله على يقينه، ومن وجدناه يعمل عمل أهل النار استدللنا بعمله على شكه، ولو وجدنا رجلا يستدبر مكّة ذاهبا ثم زعم أنه يريد الحج لم نصدّقه، ولو وجدناه يؤمّها ثم زعم أنه لا يريدها لم نصدقه.

[٣٠١]- ومرّ عمر على معاذ بن جبل وهو قاعد عند قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم يبكي فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ لعلك ذكرت أخاك، إن ذكرته إنه لذلك أهل، قال: لا ولكن أبكاني شيء سمعته منه في مجلسي هذا، أو مكاني هذا. يقول صلّى الله عليه وسلّم: يسير الرياء شرك. إن الله يحبّ الأتقياء الأخفياء الأبرار، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كلّ سوداء مظلمة.

[٣٠٢]- ومن كلام لقمان لابنه: يا بنيّ إنك حين سقطت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة، فأنت لما استقبلت أقرب منك لما استدبرت.

[٣٠٣]- وقال: يا بني كيف يذهل الناس عما يوعدون وهم كلّ يوم سراع إلى الوعد يذهبون.

[٣٠٤]- قال هرم بن حيان لأويس: أوصني، فقال له أويس: ادع


[٣٠١] شرح النهج ٢: ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>