للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أن يصلح لك ذنبك وقلبك فما تجد شيئا أشدّ عليك منهما، بينما قلبك مقبول إذا هو مدبر، وبينما هو مدبر إذا هو مقبل، ولا تنظر في صغر الخطيئة، ولكن انظر عظم من عصيت فإنك إن عظمتها فقد عظّمت الله، وإن صغّرتها فقد صغرتها أمره.

[٣٠٥]- وقال له هرم: صلنا بالزيارة، فقال له أويس: قد وصلتك بما هو خير من الزيارة، الدعاء بظهر الغيب، إن الزيارة قد يعرض فيها الرياء والتزيّن.

[٣٠٦]- كان معيقيب على بيت مال عمر، فكسح بيت المال يوما فوجد فيه درهما فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاء يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال: ويحك يا معيقيب أوجدت في نفسك عليّ شيئا أو مالي ولك؟ قلت: وما ذاك؟ قال:

أردت أن تخاصمني أمّة محمد في هذا الدرهم يوم القيامة.

[٣٠٧]- كتب عمر إلى أبي موسى: إذا جاءك كتابي هذا فأعط الناس أعطياتهم، واحمل إليّ ما بقي مع زياد، ففعل؛ فلما كان عثمان، كتب إلى أبي موسى بمثل ذلك ففعل، فجاء زياد بما معه فوضعه بين يدي عثمان، فجاء ابن لعثمان فأخذ استيدانة «١» من فضة فمضى بها، فبكى زياد، فقال له عثمان: ما يبكيك؟ قال: أتيت أمير المؤمنين عمر بمثل ما أتيتك، فجاء ابن له وأخذ درهما فأمر به فانتزع منه حتى بكى الغلام، وإن ابنك جاء فأخذ هذا فلم أر أحدا قال له شيئا، فقال عثمان: إن عمر كان يمنع أهله وأقرباءه ابتغاء وجه


[٣٠٥] صفة الصفوة ٣: ٢٩، وربيع الأبرار ٢: ٢٥٥.
[٣٠٦] سيرة عمر (لابن الجوزي) : ٧٥ والشفا: ٨٣.
[٣٠٧] قارن بشرح النهج ١٢: ١٠٦- ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>