للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد اجتمع عليه الناس؟! فقال: صف لي حاله وزيّه الذي هو عليه، فوصفه له؛ فقال: ابغني جملا طحانا [١] قد أكثر عليه من الهناء، فجاء بالجمل إليه، فأخذ سراويل [٢] له فجعل إحدى رجليه في السراويل واتّزر الأخرى وركب الجمل ودفع خطامه إلى من يقوده حتى أتى المربد، فلما دنا من العجاج قال: اخلع خطامه، فخلعه وأنشد: [من الرجز]

تذكّر القلب وجهلا ما ذكر

فجعل الجمل يدنو من الناقة ويتشمّمها ويتباعد عنه العجاج لئلا يفسد ثيابه ورحله القطران، حتى بلغ إلى قوله:

شيطانه أنثى وشيطانى ذكر

فعلق الناس هذا البيت، وهرب العجاج منه.

١١٦٩- نزل على رجل من طيء من بني حيّة رجل من بني الحارث بن ذهل ابن شيبان يقال له المكّاء، فذبح له شاة وسقاه من الخمر، فلما سكر الطائي قال: هلّم أفاخرك: أبنو حية أكرم أم بنو شيبان؟ فقال له الشيباني:

حديث حسن ومنادمة كريمة أحبّ إلينا من المفاخرة. فقال الطائي: والله ما مدّ رجل قطّ يدا أطول من يدي. فقال الشيباني: والله لئن رفعتها [٣] لأخضبنّها من كوعها، فرفع الطائي يده، فخضبها من كوعها كما قال.

«١١٧٠» - قيل لجرير إن الطّرمّاح قد هجا الفرزدق وقد كبر وضعف، فلو أجبت عنه، فقال: صدى الفرزدق يفي بطيء كلّها، وقد أردت ذلك


[١] م: طحانيا.
[٢] س م: سراويلا.
[٣] س: أعدتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>