للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠»

- ونزل أبو نخيلة على الربيع فأمر غلامه السائس أن يتفقّد فرسه، فمدح الربيع بأرجوزة، ومدح فيها معه سائسه فقال: [من الرجز]

لولا أبو الفضل ولولا فضله ... ما اسطيع باب لا يسنّى قفله

ومن صلاح راشد إصطبله ... نعم الفتى وخير فعل فعله

يسمن منه طرفه وبغله

فضحك الربيع وقال له: يا أبا نخيلة، أترضى أن تقرن بي السائس في مديح، كأنك لو لم تمدحه كان يضيع فرسك.

٢٠٤- وقد مدح السوداوي الفارقيّ سائسا بمثل هذا فقال وأجاد:

[من الكامل]

وقّاك ربّك رمح كلّ حصان ... وكفى محسّك طارق الحدثان

وأمنت من حنق الخيول إذا سطت ... وتصاهلت حنقا على الغلمان

فلقد حوت منك الأواخي سيدا ... في طرح مرشحة وحزم بطان

بركات كفّك للبهائم نعمة ... تغني عن الشّعران والأتبان

وإذا كشفت جلالها وتخالفت ... بغرائب الأجناس والألوان

ظنّ المحدّق أنّ بؤبؤ عينه ... متنزّه في روضة البستان

فتبيت نفسك في القماط نزاهة ... من أن يقال غلام رحل فلان

وهي طويلة أنشدنيها الشيخ الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي، قال: أنشدنيها أبو علي ولد شاعرها.

٢٠٥- باع رجل من النمر بن تولب ناقة ثم اجتاز بها وهي خلف باب تحنّ، فسمع صوتها فقال: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>