للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ

(الأعراف: ١٩٦) .

بنيّ أحد رجلين إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجا، وإما رجل مكبّ على المعاصي فإني لم أكن لأقوّيه على معصية الله. ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرا، قال: فنظر إليهم فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلى لا شيء لهم، بل بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بنيّ إنكم لن تلقوا أحدا من العرب ولا من المعاهدين «١» إلا أنّ لكم عليه حقا، أي بنيّ إن أباكم ميّل «٢» بين أمرين: بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار، أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة أحبّ إليه من أن تستغنوا ويدخل النار؛ قوموا عصمكم الله.

[٣٤٢]- لما حضرت عبد الله بن شداد الوفاة دعا ابنه محمدا فأوصاه وقال: يا بني إني أرى داعي الموت «٣» لا يقلع، وبحقّ إنّ من مضى لا يرجع، ومن بقي فإليه ينزع، يا بنيّ: ليكن أولى الأمور بك تقوى الله في السرّ والعلانية والشكر لله وصدق الحديث والنيّة، فإن الشكر مزيد والتقوى خير زاد، كما قال الحطيئة: [من الوافر] .

ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكنّ التقيّ هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخرا ... وعند الله للأتقى مزيد

«٤»


[٣٤٢] البيان والتبيين ٢: ١١٣- ١١٤، ٢٦٢ والعقد ٣: ١٨٦ وأمالي القالي ٢: ٢٠٢ وأنس المحزون: ٦/أوالأغاني ٢: ١٤٦ ولباب الآداب: ٢٢ والحماسة البصرية ٢: ٦٧ وديوان الحطيئة: ٣٩٣ (وهي ملحقة بديوانه) وورد البيتان الأول والثاني في الحماسة البصرية ٢: ٤٢٤ وهما منسوبان لعبد الله بن المخارق نابغة بني شيبان وكذلك في حماسة البحتري: ١٥٩ وهما من قصيدة طويلة في ديوانه: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>