(البقرة: ٢٣٧) والفضل أعلى منزلة من الحقّ، وأولى بأهل الفضل والمجد. ومن قدّم- أعزّك الله- حرمة ترعى، أو ختم بإقرار وإعتاب [١] يروى لم يكن لسيّئة منه واسطة بين حسنتين جزاء من العقوبة ولا موضع من الحفيظة.
٣٤٩- كتب محمد بن عبد كان عن أحمد بن طولون إلى ابنه العباس بن أحمد حين عصى عليه: قد كتبت إليك يا بنيّ كتابا يصل بوصول هذه الرقعة، وعظتك فيه بالعظات النوافع، واحتججت عليك فيه بالحجج البوالغ، وذكّرتك بالدنيا والدين، وخلطت لك الغلظة باللين: أردت بالغلظة تسكين نفارك، وباللين أن أثني إليّ قيادك، فلا تحسب الغلظة يا بنيّ دعتني إليها فظاظة، ولا اللين حملتني عليه ضراعة. وكن على أوثق الثقة وأصحّ المعرفة بأنّ قلبي لك سليم وأنك عليّ كريم.
٣٥٠- فصل لأحمد بن يوسف: إنّ عذر المعتذر يكاد أن يلحق بمنزلة المذنب عند أكثر الناس، ولولا جلالة حقّك، ومخافة سخطك، لم أتشبّه في الاعتذار بأهل الذنوب.
«٣٥١» - وكتب سعيد بن حميد إلى سليمان بن وهب: إنما يطالب الناس- أعزّك الله- بالإنصاف على قدر منازلهم في المعرفة بفضله، وتلزمهم الحجة فيه على حسب ما عندهم من العلم بشرف محلّه؛ ووردت الكتب عنه بالاستبطاء لي، وتجاوزت فيها إلى ما أستحقّ غيره بإخلاصي وميلي وصدق محبتي. فإن كان ما كتبت به- أعزّك الله- حقّا، فلست أحتشم أن أقول: