للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغمط العافية المعرضة له، وتبيّنت أن لا فيئة عنده يراجع بها رشده، فعلت.

ولجأ إلى مكان كذا مقموعا قد أكذب الله ظنّه، وأحاط به مكره، وما الله بظلّام للعبيد، فالحمد لله الفتّاح العليم، المنّان الكريم، ذي الفضل العظيم والبلاء الجسيم، الذي أنجز وعده، ونصر حقّه، حمدا يزيد ولا يبيد دون أداء حقّه وبلوغ ما يجب له.

٣٩١- آخر في مثله: فلما التقت الفئتان [١] ، وتدانى الفريقان، أتبعتهم الموعظة، وجدّدت لهم المعذرة، ليستبين جائر، ويهتدي حائر، ويقبل مدبر، ويزداد مستبصر، فمجّتها أسماعهم، ولفظتها قلوبهم، وغلبهم على أنفسهم سفه رأيهم، وصادق القول [٢] عليهم، وخرجوا يدعون إلى البراز، فأخرجت إليهم أندادهم أولياء أمير المؤمنين، موقنين أنهم من أمرهم بين حسنيين، ومن قضاء الله بين خيرتين، عاجل الفلج والظفر، وآجل السعادة وكرم المنقلب، فصدقوهم القتال في المجالدة، ونشبت الحرب وحمي وطيسها، ودارت على قطبها، ودرّت على أخلافها، وجال خطامها، فمن ضارب ونابل وطاعن، وكفّ نادرة، وقدم بائنة، ومضرّج بدمه، ومغرّر بنفسه، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ

(الحشر: ٤) .

٣٩٢- أحمد بن سعد [٣] من كتاب تهنئة: وواصل لك الفتوح شرقا وغربا، وطال [٤] رقاب الأعداء سلما وحربا، وقاد لك أزمة الملك طوعا وكرها ورعبا ورهبا [٥] .

٣٩٣- آخر: وإني لما آثرت الأناة في أمره، والإعذار في الموعظة إليه،


[١] م: الجمعان.
[٢] م: الوعد.
[٣] م: سعيد.
[٤] م: وأعطاك.
[٥] وقاد ... ورهبا: سقط من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>