للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملكتها وقتلت الناكثين بها ... بنصر من يملك الدنيا وما فيها

ما روعي الدين والدنيا على قدر [١] ... بمثل هارون راعيه وراعيها

فأمر له بألف دينار وقال: لا ينشدني أحد بعده، فقال أشجع: والله لأمره أن لا ينشده أحد بعدي أحبّ إليّ من صلته.

«٣٩٥» - ولما فتح المعتصم عمورية أكثر الشعراء ذكر هذا الفتح، وهو من أعظم فتوح الإسلام، فمن ذلك قول الحسين بن الضحاك: [من الكامل]

قل للألى صرفوا الوجوه عن الهدى ... متعسّفين تعسّف المرّاق

إني أحذّركم بوادر ضيغم ... درب بحطم موائل الأعناق

متأهّب لا يستفزّ جنانه ... زجل الرعود ولا مع الابراق

لم يبق من متعرّمين تواثبوا ... بالشام غير جماجم أفلاق

من بين منجدل تمجّ عروقه ... علق الأخادع أو أسير وثاق

وثنى الخيول إلى معاقل قيصر ... يختال بين أحزّة ورقاق

يحملن كلّ غشمشم [٢] متغشّم ... ليث هزبر أهرت الأشداق

حتى إذا أمّ الحصون منازلا ... والموت بين ترائب وتراق

هرّت بطارقها هرير قساور ... بدهت بأكره منظر ومذاق

ثم استكانت للحصار ملوكها ... ذللا وناط حلوقها بخناق

هربت وأسلمت الصليب حماتها ... لم يبق غير حشاشة الأرماق


[١] م والأغاني: قدم.
[٢] الأغاني: مشمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>