للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسقا، ويكون آتيه زائدا في الخير على ماضيه، وخاليه مقصرا في اليمن عن جائيه، ويومه أفضل من أمسه، وغده أرجى من يومه، حتى يكون خير أيامك يوم لقائك إياه [١] ، وأسعد أوقاتك يوم قدومك عليه، ويتّصل لك الحظ الفاني بالباقي، ويؤديك النعيم الأمدي إلى الأبدي، إنه جواد كريم.

وقد أنفذت إليك مع هذه الرقعة ما اقتديت فيه بأحرار فارس، وهو السكّر والدرهم، فأما السكّرة فلما في مذاقها من الحلاوة التي أرجو أن تصحبك بها الأيام، وتنتظم بامتدادها لك الأعوام، فيحلولي لك جناها، ويمرع عندك مرعاها، وتجعلك السلامة أبدا في ضمانها، وتمرّ لك الليالي عقد أمانها، وتجري الأقدار فيها بمشيئتك، وتتصرّف الأقضية على طاعتك، وتأوي من أيدي الحوادث إلى معقل عزيز، وتعتصم من سهام النوائب بموئل حريز، فلا تختلك بغامض كيدها، ولا تقصفك بهائض أيدها، ويتصل ذلك ببلوغ الأماني العذاب، ونيل العطايا الرّغاب، والحياة إلى أنفس مدّد الأجل، وأرخى مدد المهل. وأما الدرهم فإنه شعار النصر، وأمارة القهر، وعلم النجاح، وعنوان الفلاح، والرائد الذي لا يخيب سعيه، والقاصد الذي لا تردّ رايته، والذريعة التي لا تخفق، والوسيلة التي لا تكدي، والشافع الذي لا تبور شفاعته، والخصم الذي لا تدحض حجته، ولسان العي الذي أفحم عن الخطاب، وهادي الغي الذي ضلّ عن الصواب، وسيف الجبان الذي خام عن القراع، ولأمة الهدان الذي أحجم عن المصاع. فتفاءلت أن يكسوك الله محبته في النفوس، ويرزقك قربه من القلوب، ويعزّك عزّه في الأقطار، ويبلّغك مبلغه من الأوطار، ويعلي ذكرك علوّ ذكره عند الأمم، ويشهر فضلك شهرته بين العرب والعجم.

وأضفت إليهما أقلاما تفؤلا [٢] بأن ينفذ أمرك في الأقاليم، وتجري لك سعود


[١] ب: يوم ألقاك فيه.
[٢] م: تفاؤلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>